هل تخلى الشيخ عن مخططه ضد السلفيين

د. محمد محمد إمام   |  10-03-2011 00:52

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده واشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وبعد؛

فقد خرجت علينا بعض الصحف الحكومية بمقالات مطولة لبعض الدعاة السلفيين من إخواننا المشاهير متمدحةً بوسطيتهم على لسان وزير الأوقاف تارة وبعض شيوخ الأزهر تارة أخرى، حتى بلغ الحال تمكينهم من أكبر المنابر الأزهرية كمسجد النور بالعباسية وغيره من المساجد الكبرى في العاصمة .

وبطبيعة الحال نحن لا ننكر على تلك الخطوة بل نرحب بها ، ولكننا نُذَكِّر وزير الأوقاف الحالي بخطته التي وضعها لاستئصال السلفيين من الأزهر ومؤسساته ومن المجتمع بشكل عام.

فهل نسى أهل الدعوة هذه الخطة التي وضعها مع فضيلة المفتي ووزير الأوقاف السابق والحالي يوم ان كان رئيساً لجامعة الأزهر.

إذا كان الشيخ قد نسى فأنا أذكره فقط ببعض مواقفه المعلنة والمخفية من خطته طويلة المدى للقضاء على السلفيين ولكنني في البداية أُذكِر بأمر هام.

أولاً: الشيخ واتباعه من بقايا النظام المستبد بل من أعوانه المخلصين وقد كان وهو رئيسًا لجامعة الأزهر العريقة عضواً في لجنة السياسات يتبع تعليمات وتوجيهات رئيسها وقد ورث قدراً كبيراً من الاستبداد والطغيان يلاحظ ذلك في قراراته وتصرفاته وهيمنته على المؤسسة الأزهرية كلها من خلال أتباعه كالوزير الحالي الذي لا يزيد عن كونه تابعاً مسكيناً أتى به الشيخ يوم أن كان رئيساً للجامعة وهو لا يعرفه أحد حتى جعله وزيراً للأوقاف.

ثانيا: إذا كان الشيخ قد تخلى عن خطته تجاه السلفيين فقد كان من الأولى أن يتجه لإصلاح البيت الأزهري من الداخل بكل توجهاته وأطيافه بدلاً من محاربة شيوخ الأزهر وعلمائه من السلفيين ثم إبداء الصفحة بيضاء ناصعة للشيخ حسان وغيره.

ولكنني أقول أنها التعليمات اللعينة التي جعلت الشيخ يرضخ – دون أن ينسى مخططه- للواقع الجديد وحسابات المصالح الخاصة.

ثالثاً: اذكر الشيخ باجتماعه الذي عقده قبل الأحداث مباشرة وبعد أحداث كنيسة الاسكندرية والتي تبرأ السلفيون جميعهم منها وتبين بعد ذلك من الذي فعلها، وكيف كان الاجتماع وما هو موضوعه.

اجتمع الشيخ مع رئيس جامعة الأزهر ونوابه ومستشاره الأمين الذي لا يفارقه أبداً وواحد وعشرون استاذًأ من الأساتذة المرشحين لمناصب قيادية في الجامعة من اجل ماذا؛ من أجل تنظيم دورة للقيادات الجامعية المرشحة لإدارة الجامعة وكلياتها في المرحلة المقبلة ولكن هل كان هذا هو موضوع الاجتماع فعلاً؟

لا لم يكن هذا هو الموضوع بل لم يتطرق الشيخ إلى موضوع الاجتماع أصلاً وانما اخذ الشيخ في شرح خطته للتخلص من السلفيين الأزهريين أولاً تمهيداً للقضاء على السلفيين جميعًا ونلخص خطة الشيخ التي طرحها على الحضور في الآتي:

1- بدأ الشيخ حديثه بالكلام عن أحداث الكنيسة وصب جام غضبه على السلفيين الذين كانوا موضع اتهامه في موضوع الكنيسة وذلك كي يجد لكلامه قبولاً عند سامعيه.

2- بدأ الشيخ في عرض خطته لتطهير الأزهر من السلفيين كما يقول دائماً في كثير من لقاءاته وكلماته والتي تمثلت في إملاءات صريحة في صورة تعليمات للحضور تبدأ بـ:

‌أ- مراقبة السلفيين في الأقسام العلمية وكتابة تقارير عنهم ترفع لإدارة الجامعة ومن ثم إلى فضيلته.

‌ب- النظر في الكتب والمؤلفات الخاصة بهم وهل يوجد بها ما يعد دعوة إلى منهجهم.

‌ج- النظر في وضع كل واحد منهم وما إذا كان يدعو لمنهج السلف أم لا.

‌د- إبعادهم عن التدريس إذا لزم الأمر وحرمانهم من ذلك من أجل عزلهم عن الطلاب تمهيداً لاتخاذ إجراءات أخرى ضدهم.

‌ه- أن يقوم بهذه الأمور رؤساء الأقسام وعمداء الكليات كل في مكانه، حتى قال بعضهم أنه طُلِبَ منه أكثر من مرة كتابة هذه التقارير، وقال بعضهم إنه همَّ بذلك.

فأتت الرياح بما لا تشتهي السفن ورحل الطواغيت ورضخ الشيخ للواقع الجديد دون أن ينسى مخططه تجاه السلفيين الأزهريين.

رابعاً: بدأ هذا الاجتماع في الحادية عشرة صباحاً ولم ينفض إلا في الثانية والنصف بعد الظهر حضور بعد عائشة عبد الهادي مع وفد أوروبي لمقابلة الشيخ لم يتكلم الشيخ خلال هذه الساعات الثلاث إلا عن مخططه الذي رسمه لمحاربة السلفيين في الأزهر، فهل سلفيو الأزهر يختلفون عن إخوانهم خارج الأزهر أم أنها لعبة المصالح وحسابات الواقع الجديد وما الذي جعل الشيخ وأعوانه يضعون هذا المخطط الرهيب لعلماء الأزهر السلفيين في الوقت الذي ينظر فيه لبعض دعاة الفضائيات على أنهم وسطيون ومعتدلون، أرجو الإجابة.

وللحديث بقية إن شاء الله تعالى

This entry was posted in Muslim Affairs. Bookmark the permalink.

Leave a comment